بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
١ - ٨. قوله تعالى: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (١) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (٢) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (٣) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (٤) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (٥) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (٦) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨)﴾.في هذه الآيات: تزلزلُ الأرض لقيام الساعة والنشور، وإخراجها الموتى ومن في القبور، واندهاش الإنسان لتقلب هذه الأحوال، ونطق الأرض بإذن ربها بما كان على ظهرها من الأعمال، وصدور الناس أشتاتًا لمشهد الحشر والحساب، ونيل الثواب ونكال العقاب.
فقوله تعالى: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا﴾. قال ابن عباس: (أي: تحرَّكت من أسفلها). والزِلزال مصدر، قال القاسمي: (أي: أصابها ذلك الزلزال الشديد، والاهتزاز الرهيب. فالإضافة للتفخيم أو الاختصاص، بمعنى الزلزال المخصوص بها. وهي الرجّة التي لا غاية وراءها. والأقرب الأول، لآية: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ﴾ [الحج: ١]).
والمقصود: إذا زلزلت الأرض لقيام الساعة فَرُجَّت رجًّا بعد استقرارها، وحُرِّكَت حركة شديدة من أصلها، فاضطرب ما عليها وتكسّر لاهتزازها.
وكان ابن عباس ومجاهد يقولان: (في النفخة الأولى يزلزلها - لقوله تعالى: ﴿يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (٦) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ﴾ [النازعات: ٦ - ٧] ثم تزلزل ثانية، فتُخرج موتاها وهي الأثقال).
وقوله تعالى: ﴿وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا﴾. قال عكرمة عن ابن عباس: (الموتى). وقال مجاهد: (من في القبور). وقال ابن عباس ومجاهد: (﴿أَثْقَالَهَا﴾: موتاها، تُخرجهم في النفخة الثانية، ومنه قيل للجن والإنس: الثَّقَلان).