نُعِيت لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- نفسه حين أنزلت، فأخذ في أشد ما كان قط اجتهادًا في أمر الآخرة، وقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد ذلك: "جاء الفتح، وجاء نصر اللَّه، وجاء أهل اليمن". فقال رجل: يا رسول اللَّه! وما أهل اليمن؟ قال: "قوم رقيقة قلوبهم، لينة قلوبهم، الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانية، والفقه يمانٍ"] (١).
موضوع السورة
النصر المبين والتمكين، ودخول الناس في هذا الدين
- منهاج السورة-
١ - التبشير بمجيء نصر اللَّه والفتح المبين، ودخول الناس أفواجًا في دين اللَّه العظيم.
٢ - أمره تعالى نبيه -صلى اللَّه عليه وسلم- بالتسبيح والشكر والاستغفار له فهو المنعم المتفضل الكريم، الذي جاء بالفتح والنصر على الأعداء والطغاة المجرمين.
٣ - تأكيد اللَّه تعالى قبوله توبة التائبين، والعفو والصفح عن المذنبين المستغفرين.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١ - ٣. قوله تعالى: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (٢) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (٣)﴾.
في هذه الآيات: يخاطب الباري عز وجل نبيَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: إذا حصل الفتح، وتحقق النصر، بعد طول عناء وصبر وجهاد، وأقبل الناس على الدين الحق يدخلون فيه جماعات كثيرة، وقبائل كبيرة، بعد أن كانوا يدخلون فيه أفرادًا وآحادًا، فقد ارتفع
(١) أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (٦/ ٥٢٥/ ١١٧١٢)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١١/ ٣٢٨ - ٣٢٩)، و"الأوسط" (٣/ ١٥/ ٢٠١٧)، وله شاهد عند أحمد (١/ ٢١٧)، وانظر المرجع السابق: الصحيحة ج (٧) ص (١١٠٨) عقب الحديث السابق.


الصفحة التالية
Icon