رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قاعد مع أصحابه إذ ضحك، فقال: ألا تسألوني مم أضحك؟ قالوا: يا رسول اللَّه! ومم تضحك؟ قال: عجبت لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، إن أصابه ما يحب حمد اللَّه وكان له خير، وإن أصابه ما يكره فصبر كان له خير، وليس كل أحد أمره كله خير إلا المؤمن] (١).
الحديث الثالث: أخرج الطيالسي والبيهقي بسند صحيح عن سعد مرفوعًا: [عجبت للمسلم إذا أصابته مصيبة احتسب وصبر، وإذا أصابه خير حمدَ اللَّه وشكر، إنّ المسلم يؤجر في كل شيء حتى في اللقمة يرفعها إلى فيه] (٢).
وقوله: ﴿وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾. أي: واللَّه قد احاط بكل شيء علمًا، بما كان ويكون وما هو كائن من قبل أن يكون، وما لن يكون ولكن لو قدّر وكان كيف يكون.
وقوله: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾. أَمْرٌ بتعظيم الوحيين: القرآن والسنة المطهرة، فإن في طاعة اللَّه ورسوله النجاة والسعادة في الدارين.
وقوله: ﴿فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾. أي: فإن أعرضتم وأدبرتم عن طاعة اللَّه وطاعة رسوله مستكبرين فإن واجب الرسول البلاغ، واللَّه سبحانه وليّ الانتقام ممن عصاه، وخالف أمره وركب هواه. قال الزهريُّ: (من اللَّه الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التسليم).
وقوله: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾. أَوَّلُه خبر عن التوحيد يفيد الطلب، والتقدير: أفردوا اللَّه تعالى بالعبادة والتعظيم، وأحسنوا التوكل عليه فإنه هو ولي المؤمنين.
١٤ - ١٨. قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٤) إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (١٥) فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ
(٢) حديث صحيح. أخرجه الطيالسي (٢١١)، والبيهقي بسند صحيح. وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (١٤٧)، وصحيح الجامع الصغير (٣٨٨١).