فصل
واعلم: أن اليزيدي حكى عن أبي عمرو أنه كان إذا أدغم الحرف الأول من الحرفين في مثله أو مقاربه، وسواء سكن ما قبله أو تحرك وكان مخفوضا أو مرفوعا؛ أشار إلى حركته تلك دلالة عليها.
والإشارة (١) تكون روما (٢)، وإشماما (٣)، والروم آكد؛ لما فيه من البيان عن كيفية الحركة، غير أن الإدغام الصحيح يمتنع معه، ويصح معه الإشمام.
والإشمام في المخفوض ممتنع، فإن كان الحرف الأول منصوبا؛ لم يُشر إلى حركته لخفتها، وكذلك لا يضير إلى الحركة في الميم إذا لقيت مثلها أو باء.
وفي الباء إذا لقيت مثلها أو ميما بأي حركة تحرك ذلك؛ لأن الإشارة تتعذر في ذلك من أجل انطباق الشفتين (٤)، وبالله التوفيق.
_________
(١) في (ت): "وتلك الإشارة... ".
(٢) والروم هو: إضعاف الصوت بالحركة، وهو يكون في المخفوض والمرفوع. انظر: التبصرة ص ٣٣٤، والعنوان ص ٦٥، وإبراز المعاني ٢/ ١٩٥.
(٣) مضى تعريفه في (باب أم القرآن)، وسيأتي الموقف في سورة يوسف - عليه السلام -.
(٤) انظر: النشر ١/ ٢٩٦، والتذكرة ١/ ٩١، ٩٢، وجامع البيان ل ٧٣، وإبراز المعاني ١/ ٢٩٧، والدر النثير ٢/ ١٨٨.