جميعا ورش وحمزة، ودونهما عاصم، ودونه ابن عامر والكسائي، ودونهما أبو عمرو من طريق أهل العراق، وقالون من طريق أبي نشيط بخلاف عنه. وهذا كله على التقريب من غير إفراط، وإنما هو على مقدار مذاهبهم في التحقيق والحدر (١) وبالله التوفيق.

فصل


وإذا أتت الهمزة قبل حرف المد (٢) سواء كانت محققة، أو ألقى حركتها على ساكن قبلها، أو أبدلت نحو قوله: ﴿آدَمَ﴾، و ﴿آزَرَ﴾
و﴿آمَنَ﴾، و ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا﴾، و ﴿مَنْ أُوتِيَ﴾ و ﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ إِيلَافِهِمْ﴾ (٣)،
_________
(١) التحقيق هو مصدر من حققت الشيء تحقيقا: إذا بلغت يقينه، ومعناه: المبالغة في الإتيان بالشيء على حقه من غير زيادة ولا نقصان منه. وهو عند القراءة عبارة عن إعطاء كل حرف حقه من إشباع المد، وتحقيق الهمزة وإتمام الحركات، واعتماد الإظهار والتشديدات، وتوفية الغنّات، وتفكيك الحروف، وهو بيانها وإخراج بعضها من بعض. وأما الحدر فهو مصدر من حَدَر بالفتح -يحدُر- بالضم: إذا أسرع فهو من الحدُور الذي هو الهبوط. وهو عند القراء عبارة عن إدراج القراءة وسرعتها وتخفيفها بالقصر والتسكين والاختلاس والبدل، والإدغام الكبير وتخفيف الهمز، ونحو ذلك مما صحت به الرواية، قال ابن الجزري رحمه الله في طيبته:
ويقرأ القرآن بالتحقيق مع حدر وتدوير وكل متبع
مع حسن صوت بلحون العرب مرتلا مجودا بالعربي
(٢) ويسمى هذا النوع مدّ البدل، والقرّاء فيه على القصر إلا ورش، كما ذكر المصنّف في تفصيله.
(٣) سورة قريش: ١، ٢.


الصفحة التالية
Icon