فصل
وأجمعوا على إدغام النون الساكنة والتنوين (١) في الراء واللام بغير غنة (٢).
وأجمعوا على إغامهما في الميم والنون بغنة، واختلفوا عند الياء والواو: فقرأ خلف بإدغامهما فيهما (٣) بغير غنة، نحو قوله تعالى (٤) ﴿مَنْ يَقُولُ﴾ (٥) و ﴿يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ﴾ (٦)، و ﴿مِنْ وَالٍ﴾ (٧)، و ﴿يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ﴾ (٨) وشبهه.
والباقون يدغمونهما فيهما، ويُبقون الغنة؛ فيمتنع القلب الصحيح
_________
(١) النون الساكنة هي التي سكونها ثابت في الوصل والوقف، فثبوتها لفظا وخطا، ووصلا ووقفا، وتكون في الاسم والفعل والحرف متوسطة ومتطرفة. أما التنوين فهو التصويت، وعند القرّاء هو نون ساكنة زائدة لغير توكيد تلحق آخر الاسم وصلا، وتفارقه خطا ووقفا. انظر: النشر ٢/ ٢٢، وهداية القاري ١/ ١٥٧.
(٢) والغنة: صوت أغنّ يخرج من الخيشوم -وهو أقصى الأنف- لا عمل للسان فيه، وهي صفة للنون -ولو تنوينا- ولاميم تحركتا أو سكنتا ظاهرتين أو مخفيتين أو مدغمتين. انظر: هداية القاري ١/ ١٧٧.
(٣) في (أ): "بإدغامهما فيها".
(٤) في (أ) و (ج): "نحو قوله عز وجل" وفي (ب) و (ظ): "نحو قوله".
(٥) جزء من الآيات ٨، ٢٠٠، ٢٠١: البقرة. و ٤٩: سورة التوبة. و ١٠: سورة العنكبوت.
(٦) جزء من الآية ٤٣: سورة الروم.
(٧) جزء من الآية ١١: سورة الروم.
(٨) جزء من الآية ١٦: سورة الحاقة.