ونُسب هذا القول للقاضي عياض (١) ومن تبعه.
واختار هذا المذهب القاسميُّ - رحمه الله - في "تفسيره" قال: "ليس المراد بالسبع حقيقة العدد المعلوم، بل كثرة الأوجه التي تُقرأ بها الكلمة على سبيل التيسير والتسهيل والسعة" (٢).
وعلى هذا شيخنا الأستاذ الدكتور عبد الله الأمين بن محمد الأمين الشنقيطي -حفظه الله- وذكر لي هذا أكثر من مرة.
وقال شيخنا الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عثمان - رحمة الله علينا وعليه -: "وهذا المذهب مُشكل لأنّ القراءات تُلُقِّيت من النبي - ﷺ -، وأمرها ليس مطلقاً، بل محصورٌ؛ فقد أقرأ هذا وذاك بغير ما أقرأ به الآخر، فهي وإن كانت كثيرة إلا أنها محصورة" (٣).
ومن أشهر الأقوال: أن المراد بالأحرف السبعةِ سبعةُ أوجه من الخلاف في الحركات والمعنى والحروف والصورة والتقديم والتأخير والغيب والخطاب والزيادة والنقصان. وهذا قول الإمام ابن الجزري ومَن وافقه.
وقال ابن الجزري - رحمه الله -: "ولا زلتُ أستشكل هذا الحديث وأفكّر فيه، وأُمعن النظر فيه من نيّف وثلاثين سنة، حتى فتح الله عليّ بما يمكن أن يكون صوابا -إن شاء الله-؛ وذلك أنّي تتبّعتُ القراءات
_________
(١) انظر: الإتقان (١/ ١٠٠).
(٢) محاسن التأويل (١/ ١٨٠).
(٣) من محاضراته - حفظه الله - في علوم القرآن للدراسات العليا عام ١٤١٨ هـ كلية القرآن الكريم في الجامعة الإسلامية مباحث في علوم القرآن لمنّاع القطان (ص ١٦٧).