خطؤهم في الدليل والمدلول، وقد يكون حقًا فيكون خطؤهم في الدليل لا في المدلول" (١).
وبيّن الشاطبي أن من أسباب الخلاف والابتداع: اتّباع الهوى، فقال: " الثاني من أسباب الخلاف: اتّباع الهوى، ولذلك سُمي أهل البدع أهل الأهواء لأنهم اتبعوا أهواءهم فلم يأخذوا الأدلة الشرعية مأخذ الافتقار إليها والتعويل عليها حتى يصدروا عنها، بل قدموا أهواءهم واعتمدوا على آرائهم ثم جعلوا الأدلة الشرعية منظورًا فيها من وراء ذلك" (٢).
وذكر السّيوطي في العلوم التي يحتاجها المفسر:
"التاسع: أصول الدّين بما في القرآن من الآيات الدالة بظاهرها على ما لا يجوز على الله تعالى، فالأصوليّ يؤول ذلك، ويستدل على ما يستحيل، وما يجب، وما يجوز" (٣).
نماذج من الخطأ في التفسير، لتقديم مقررات سابقة:
النموذج الأول:
من ذلك ما جاء في تفسير قوله تعالى:
﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (٣)﴾ (٤).
_________
(١) مقدمة في أصول التفسير (ص: ٣٣).
(٢) الاعتصام، للشاطبي (٢/ ٦٨٣).
(٣) الإتقان في علوم القرآن (٤/ ٢١٥).
(٤) سورة يونس: ٣.


الصفحة التالية
Icon