اليمن كان قليلاً» (١).
وقد يمكث الواحد من الصحابة والتابعين - رضي الله عنهم - زمناً طويلاً في طلب تفسير آية، ومن ذلك:
١ - أن ابن عباس قال: «مكثت سنة أريد أن أسأل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، فما استطيع أن أسأله هيبة له، حتى خرج حاجاً، فخرجت معه، فلما رجعت وكنا ببعض الطريق عدل إلى الأراك لحاجة له، قال: فوقفت له حتى فرغ، ثم سرت معه، فقلت: يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على النبي - ﷺ - من أزواجه؟، فقال: تلك حفصة وعائشة، قال: فقلت: والله إن كنت لأريد أن أسألك عن هذا منذ سنة، فما استطيع هيبة لك، قال: فلا تفعل، ما ظننت أن عندي من علم، فاسألني، فإن كان لي علم خبرتك به» (٢).
فابن عباس انتظر هذه المدة الطويلة ليقف على المراد من الآية، وكان بإمكانه سؤال أحد آخر غير عمر، لكنه أراد الوقوف على المعنى الصحيح للآية، وإن تطلب الأمر الانتظار سنة كاملة.
وفي بعض روايات الخبر أن عمر لما سأله ابن عباس قال: واعجباً لك
_________
(١) جامع البيان (١٣/ ٣٨٨).
(٢) أخرجه البخاري في كتاب تفسير القرآن، باب سورة التحريم (٦/ ٦٩)، ومسلم في كتاب الطلاق (٢/ ١١٠٨) برقم (١٤٧٩).


الصفحة التالية
Icon