القرآن الكريم، واهتمامهم بالتفسير الصحيح وعنايتهم بالقواعد التي تعين على فهم كتاب الله، وإشادتهم بأئمة التفسير، وسيأتي الحديث عن ذلك كله في الباب الأول إن شاء الله تعالى، وأما النقد بمعناه الثالث فهناك حديث مستفيض عما عابه الصحابة والتابعون وذموه في التفسير من المناهج والرجال والمرويات والأقوال.
وعليه نستطيع تعريف نقد التفسير بأنه: تمييز التفسير بمجالاته المختلفة؛ مناهج ورجال، ومرويات وأقوال، وبيان الصحيح من الضعيف.
٢ - تعريف الصحابي:
لفظ الصحابي من حيث الوضع اللغوي مشتق من الصحبة (١)، والمراد صحبة النبي - ﷺ -، وهناك مسائل عديدة متعلقة بمن يصح إطلاق اسم الصحابي عليه، وقد أكثر العلماء الحديث عنها؛ مثل: صحة إطلاقه على من رأى النبي - ﷺ - وهو دون التمييز، أو رآه حال كفره ثم أسلم بعد وفاته، أو رآه بعد وفاته، ومثل دخول الملائكة والجن في مسمى الصحابة (٢).
غير أن القضية التي اهتم بها العلماء، وأخذت قدراً كبيراً من حديثهم واختلافهم هي المقدار الزمني للصحبة ليصح إطلاق اسم الصحابي على من رأى
_________
(١) انظر: الكفاية للخطيب البغدادي (ص ١٠٠)، والقاموس المحيط (ص ١٣٤) مادة "صحب".
(٢) انظر في هذه القضايا: التقييد والإيضاح للعراقي (ص ٢٩٢ - ٢٩٦)، والإصابة في تمييز الصحابة (١/ ٧ - ٨)، وفتح المغيث للسخاوي (٤/ ٧٨ - ٨٤).