أولاً
نقد التفسير بالرأي
ومعنى التفسير بالرأي: إعمال الفكر والاجتهاد في فهم الآيات القرآنية (١)، وتقدم في التمهيد ذكر ما روي عن النبي - ﷺ - في ذمه، أما الصحابة والتابعون - رضي الله عنهم - فقد جاء عنهم ذم الرأي عامة والتنفير منه، كما نقل عن بعضهم ذم الرأي في التفسير خاصة، وفي مقابل ذلك كله جاء عن آخرين استعمال الرأي في التفسير وغيره، بل قد ينقل عن بعضهم نقد الرأي والعمل به معاً.
ولكثرة ما ورد عن الصحابة والتابعين في ذم الرأي بعامة بوب البخاري في صحيحه باباً فيما يذكر من ذم الرأي (٢)، وبوب الدارمي باباً في كراهية أخذ الرأي (٣)، وبوب ابن عبد البر (٤) باباً فيما جاء في ذم القول في دين الله بالرأي (٥)، وذكر ابن تيمية
_________
(١) انظر في تعريف الرأي: إعلام الموقعين (١/ ٦٦)، ومناهل العرفان (١/ ٥١٧)، والتفسير والمفسرون (١/ ٢٥٥).
(٢) صحيح البخاري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة (٨/ ١٤٨).
(٣) سنن الدارمي (١/ ٧٢).
(٤) هو يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري القرطبي المالكي، كبير محدثي الأندلس في وقته، اشتهرت تصانيفه في الآفاق منها: التمهيد، والاستذكار في شرح الموطأ، توفي سنة (٤٦٣).
انظر: ترتيب المدارك (٤/ ٨٠٨)، والديباج المذهب لابن فرحون (ص ٤٤٠).
(٥) جامع بيان العلم وفضله (٢/ ١٣٣).