يصادفها عبد مسلم وهو يصلي»، وتلك الساعة ساعة لا يصلى فيها؟ !، فقال عبد الله بن سلام: ألم يقل رسول الله - ﷺ -: «من جلس مجلساً ينتظر الصلاة، فهو في صلاة حتى يصلي»؟، قال أبو هريرة: بلى، قال عبد الله: فهو ذلك» (١).
وقد وقع في هذا النص رد الإسرائيليات وقبولها، والمعيار في ذلك السنة النبوية.
ثانياً: أنهم كانوا يسألون أهل الكتاب على سبيل الاستطراف والتعجب من أخبارهم، فإن كان فيها ما ينكر ردوها، ويرد السؤال أحياناً على سبيل اختبار أهل الكتاب وامتحانهم، أو معرفة أرائهم الخاصة حول بعض الآيات (٢)، فقد قال علي - رضي الله عنه - لرجل من اليهود: «أين جهنم؟، فقال: البحر، فقال: ما أراه إلا صادقاً
_________
(١) أخرجه مالك في الموطأ، كتاب النداء للصلاة، باب ما جاء في الساعة التي في يوم الجمعة (١/ ١٦٥ - ١٦٦)، وأبو داود في كتاب الصلاة، باب فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة (١/ ٢٧٤)، والنسائي في سننه، في كتاب الجمعة، باب ذكر الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة (٣/ ١١٤)، والحاكم في المستدرك (١/ ٢٧٨)، والبيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٢٥٠)، قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرطهما ولم يخرجاه»
، ووافقه الذهبي، وبعضه في الصحيحين، انظر: صحيح البخاري، كتاب الجمعة، باب الساعة التي في يوم الجمعة (١/ ٢٢٤)، وصحيح مسلم، كتاب الجمعة (٢/ ٥٨٥) برقم (٨٥٤).
(٢) تفسير الصحابة د. بدر (ص ٨٧).


الصفحة التالية
Icon