﴿وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ﴾ (١)، ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾» (٢).
ولم يكن الاتصال بأهل الكتاب وسؤالهم على سبيل التتلمذ عليهم أو الاتصال بهم اتصال المتعلم بمعلمه، وإنما على سبيل الاستكشاف ورؤية ما لديهم، ثم التعامل معه وفق المقتضى الشرعي (٣).
ولذلك يمكن وصف مساءلتهم أهل الكتاب بأنها للاستشهاد والاعتبار بها، لا للاعتماد عليها (٤).
ثالثاً: احتمال أن تكون مرويات الصحابة عن أهل الكتاب من إدراج بعض الرواة، وأقحم الصحابة فيها مع عدم صحتها عنهم، وبخاصة إذا وجد فيها ما يستنكر، وعندما ذكر ابن كثير بعض المرويات الإسرائيلية في قصة خلق آدم، وأمر الملائكة بالسجود له عقب بقوله: «فهذا الإسناد إلى هؤلاء الصحابة مشهور في تفسير السدي، ويقع فيه إسرائيليات كثيرة، فلعل بعضها مدرج ليس من كلام
_________
(١) سورة الطور آية (٦).
(٢) سورة التكوير آية (٦)، والأثر تقدم تخريجه (ص ٢٣٨).
(٣) انظر تفسير الصحابة (ص ٨٣).
(٤) انظر نماذج من سؤالات الصحابة والتابعين لأهل الكتاب في: الجامع لابن وهب (١/ ٢٩، ٢/ ٨٠)، وتفسير عبد الرزاق (٢/ ١٣٥)، وسنن سعيد بن منصور (٥/ ٦٤)، وجامع البيان (٩/ ٤٣٨، ٢٠/ ١٢١، ٢١/ ٥٦٨، ٢٤/ ٢٠٧ - ٢٠٨)، وتفسير ابن أبي حاتم (٣/ ٧٦١، ٨/ ٢٥٩٦، ٢٥٩٧، ٢٦٠٢، ٢٦٠٣، ٢٦١٧، ٩/ ٣٠٢٨)، والدر المنثور (٢/ ٧٢، ٤/ ٢٤٨، ٥/ ٣١٠).


الصفحة التالية
Icon