ملك تام، ولا أمر مطاع طاعة تامة» (١).
فاتبعوا المتشابه وتركوا المحكم كقول الله تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ (٢)، فإنه محكم؛ لأن هذا الاسم مختص بالله وحده (٣).
وقد دل قوله - ﷺ -: «فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم» على أمرين:
الأول: التحذير ممن يتبع المتشابه، وذلك يشمل كل متأولٍ للآيات المتشابهة في القرآن ليجادل بها أهل الحق، ويلبس عليهم دينهم؛ سواء كان من المشركين كاليهود والنصارى، أو كان من المسلمين كأهل البدع (٤)، ولا يمكن الحذر من هؤلاء إلا بمعرفة تأويلاتهم للنصوص، ومآخذهم التي ينطلقون منها في فهم النصوص، ثم نقدها وتزييفها، وقد جاء ذلك صريحاً في بعض روايات الحديث، حيث قال - ﷺ -: «أولئك الذين سمّى الله فاعرفوهم» (٥).
ومما يشمله التحذير من هؤلاء مجانبتهم والابتعاد عنهم، وترك مجالستهم،
_________
(١) مجموع الفتاوى (١٧/ ٣٧٧ - ٣٧٨) باختصار، وانظر السيرة النبوية لابن هشام (٢/ ٥٧٥).
(٢) سورة الأعراف من الآية (٥٤).
(٣) مجموع الفتاوى (١٧/ ٣٧٨).
(٤) انظر جامع البيان (٥/ ٢١٤).
(٥) أخرج هذه الرواية ابن جرير الطبري في تفسيره (٥/ ٢١٠) عن عائشة - رضي الله عنها -، وصحح إسنادها أحمد شاكر في تعليقه على التفسير (٦/ ١٩٣) ط. دار المعارف.