أولاً مظاهر تعظيم الصحابة والتابعين للتفسير وتغليظ الخطأ فيه
اشتهر الصحابة والتابعون - رضي الله عنهم - بورعهم وتحرجهم من تفسير القرآن الكريم، وإحجامهم عن القول فيه، ونقلت عنهم مواقف متعددة تتفق جميعها على تعظيم التفسير، وإعلاء قدره في الصدور، وهي في الوقت نفسه تنكر على المتجرئين على اقتحامه بلا علم ولا بصيرة.
وجاء عن كثير منهم الأمر باتقاء التفسير وكراهية الخوض فيه، فعن عبيد الله بن عمر (١) قال: «لقد أدركت فقهاء المدينة، وإنهم ليعظمون القول في التفسير، منهم: سالم بن عبد الله (٢)، والقاسم بن محمد (٣)، وسعيد بن المسيب، ونافع» (٤).
_________
(١) هو أبو عثمان عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب المدني، من الطبقة الخامسة، روى عن سالم ونافع، وعنه السفيانان وشعبة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، توفي عام (١٤٧) وقيل (١٤٥).
انظر: الجرح والتعديل (٢/ ٢/٣٢٦)، وتذكرة الحفاظ (١/ ١٦٠)، وتهذيب التهذيب (٣/ ٢٢).
(٢) هو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أبو عبد الله العدوي المدني الفقيه، كان أشبه ولد عبد الله به، روى عن أبيه وأبي هريرة وعائشة، وروى عنه عمرو بن دينار والزهري، توفي عام (١٠٦).
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (٥/ ١٤٤)، ووفيات الأعيان (٢/ ٣٤٩)، وتذكرة الحفاظ (١/ ٨٨).
(٣) هو القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق القرشي المدني، أحد الفقهاء السبعة، نشأ يتيماً في حجر عمته عائشة وتفقه بها، وروى عن ابن عباس، وعنه الزهري وابن عون، توفي عام (١٠٦) وقيل (١٠٧).
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (٥/ ١٣٩)، والمعرفة والتاريخ (١/ ٥٤٥)، وتذكرة الحفاظ (١/ ٩٦).
(٤) جامع البيان (١/ ٧٩)، ونافع هو أبو عبد الله المدني أحد المشهورين بالحديث، مولى ابن عمر أصابه في غزاته، وكان ديلمياً، روى عن مولاه وعائشة وأبي سعيد، وعنه الزهري ومالك، توفي عام (١١٧).
انظر: التاريخ الكبير (٤/ ٢/٨٤)، ووفيات الأعيان (٥/ ٣٦٧)، وسير أعلام النبلاء (٥/ ٩٥).