سكت كأن لم يسمع (١).
وأما الشعبي، فكان يقول: «والله ما من آية إلا قد سألت عنها، ولكنها الرواية عن الله عز وجل، أو قال: على الله عز وجل» (٢).
وقال أيضاً: «ثلاث لا أقول فيهن حتى أموت: القرآن والروح والرأي» (٣).
ولهذا كان هذان الاثنان ينعيان بشدة على بعض من يفسر القرآن، كما سيأتي تفصيله في مبحث نقد رجال التفسير إن شاء الله تعالى.
ولا يعني أن من نقل عنه الورع التفسير امتناعه مطلقاً عن التفسير، ولو كان الأمر كذلك لما اشتهر بعضهم بتفسير القرآن، ولما وصل إلينا هذا القدر الهائل عنهم، وإنما يقع منهم بدرجات متفاوتة، ويلتزم بعضهم بهذا المنهج حين يكون الكلام في القرآن بمجرد الرأي.
ومما يبين ذلك أن المروي عنهم شدة الورع عن تفسير القرآن الكريم نقل عنهم بعض التفسير كابن المسيب والشعبي (٤)، لكنه قليل إذا قورن برواياتغيرهم.
_________
(١) جامع البيان (١/ ٨٠ - ٨١).
(٢) المعرفة والتاريخ (٢/ ٦٠٣)، وجامع البيان (١/ ٨١).
(٣) جامع البيان (١/ ٨١).
(٤) جُمعت أقوالهما في رسائل جامعية " ماجستير" بقسم القرآن وعلومه في كلية أصول الدين، فجمعت أقوال ابن المسيب في التفسير في رسالتين: الأولى من إعداد الباحث: إبراهيم بن محمد الرميح، عام (١٤١٥) وانتهى فيها إلى سورة الإسراء، والثانية من إعداد الباحث: عبد الله آل عبد الكريم، عام (١٤١٧) واستكمل فيها بقية القرآن، وأما أقوال الشعبي في التفسير فجمعها الباحث: فريد بن يعقوب مبارك، عام (١٤١٠).