٥ - وعن مجاهد (١) قال: «لو أعلم من يفسّر لي هذه الآية، لضربت إليه أكباد الإبل، قوله تعالى: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾ إلى قوله: ﴿فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ﴾ إلى آخر الآية» (٢).
٦ - وسأل فتى من قريش سعيد بن جبير، فقال له: «يا أبا عبد الله، كيف تقرأ هذا الحرف، فإني إذا أتيت عليه تمنيت ألا أقرأ هذه السورة: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾ (٣)؟، قال: نعم، حتى إذا استيأس الرسل من قومهم أن يصدقوهم، وظن المرسل إليهم أن الرسل كذبوا، فقال الضحاك بن مزاحم (٤):
ما رأيت كاليوم قط رجلاً يدعى إلى علم فيتلكأ! !، لو رحلت في هذه إلى
_________
(١) هو أبو الحجاج مجاهد بن جبر المكي مولى بني مخزوم، ولد في خلافة عمر سنة (٢١)، وروى عن ابن عباس فأكثر، وروى عن أبي هريرة، وعنه عطاء وقتادة، توفي عام (١٠٢ أو ١٠٣) وقيل غير ذلك.
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (٥/ ٣٤٣)، وسير أعلام النبلاء (٤/ ٤٤٩)، وطبقات المفسرين للداودي (٢/ ٣٠٥).
(٢) سورة النساء آية (٢٤)، والأثر في جامع البيان (٦/ ٥٧٤)، وانظر شاهداً آخر في الإتقان (٢/ ٢٢٤).
(٣) سورة يوسف من الآية (١١٠).
(٤) هو أبو القاسم الضحاك بن مزاحم الهلالي الخراساني، روى عن أبي هريرة وابن عمر، وعنه جويبر بن سعيد، وحديثه في السنن الأربع، وتوفي سنة (١٠٥ أو ١٠٦).
انظر: ميزان الاعتدال (٣/ ٣٩)، وتهذيب التهذيب (٢/ ٢٢٦)، وطبقات المفسرين للداودي (١/ ٢٢٢).