أولًا: الاستدلال بالشاهد الشعري على المعنى اللغوي.
وظَّفَ المفسرون شواهد الشعر في شرحهم ألفاظ القرآن، وتبين دلالتها، ومعرفة المعاني اللغوية التي تدل عليها هذه الألفاظ عند العرب قبل نزول القرآن الكريم، وذلك لتتضح دلالة هذه الألفاظ لمن لا يعرف لغة العرب من جهة، وللرد على من طعن في عربية بعض ألفاظ القرآن الكريم من جهة ثانية (١).
وقد كان لإيراد الشاهد الشعري والاستعانة به في شرح معاني ألفاظ القرآن صور متعددة في كتب التفسير، من أهمها:
- أن يجيء الشاهد الشعري وحده مفسرًا الدلالة اللغوية، دون الحاجة إلى شرح للفظة القرآنية، ومن أمثلة ذلك أن أعرابيًا جاء إلى ابن عباس، يشكو أخاه فقال:
تَخَوَّفَنِي مَالي أَخٌ لِيَ ظَالِمٌ | فَلا تَخْذُلَّنِي اليومَ يَا خَيرَ مَنْ بَقِيْ (٢) |
* أن تذكر الدلالة اللغوية، ثم يؤتى بالشاهد الشعري شاهدًا لها. وذلك مثل قول الطبري في معنى «زَنِيْم» في قوله تعالى: ﴿عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (١٣)﴾ [القلم: ١٣] (٥) حيث قال: «الزَّنيمُ في كلام العرب: المُلْصَقُ بالقَومِ وليس منهم، ومنه قول حسان بن ثابت:
_________
(١) انظر: مجاز القرآن ١/ ١٧.
(٢) لم أجده، ولعله للأعرابي.
(٣) النحل ٤٧.
(٤) انظر: أمالي القالي ٢/ ١١٢، المزهر ٢/ ٣١١.
(٥) القلم ١٣.