تقديم عدد من شواهد القرآن على الشعر:
وربَّما قَدَّمَ المُفَسِّرُ عدةَ شواهد من القرآن على شاهد الشعر، كقول الطبري: «واختلفت القَرَأَةُ في قراءة قوله: ﴿دَكَّاءَ﴾ [الكهف: ٩٨] (١)، فقرأته عامةُ قَرَأَةِ أهلِ المدينة والبصرة «دَكًّا» مقصورًا بالتنوين، بِمَعنى: دَكَّ اللهُ الجبلَ دَكًّا، أَي: فَتَّتَهُ (٢)، واعتبارًا بقول الله: ﴿كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (٢١)﴾ [الفجر: ٢١] (٣) وقوله: ﴿﴾ ﴿وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (١٤)﴾ [الحاقة: ١٤] (٤). واستشهد بعضهم على ذلك بقول حُمَيد (٥):
يَدُكُّ أركانَ الجبالِ هَزَمُهْ | تَخْطُرُ بالبِيْضِ الرِّقَاقِ بُهَمُهْ» (٦). |
تقديم الحديث على الشاهد الشعري.
ومن أمثلة هذه الصورة في الترتيب قول الطبري عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ﴾ [يونس: ٧١] (٧): «يقال منه: «أَجْمَعتُ على كَذا» بِمَعنى: عَزَمْتُ عليه، ومنه قول النبي - ﷺ -: «مَنْ لَمْ يُجمعِ على الصومِ من الليلِ فلا صومَ له» (٨)، بِمَعنى: مَن لم يَعْزِم، ومنه قول الشاعر (٩):
_________
(١) الكهف ٩٨.
(٢) هي قراءة العشرة عدا حَمزة والكسائي. انظر: التيسير للداني ١١٣، حجة القراءت ٢٩٥.
(٣) الفجر ٢١.
(٤) الحاقة ١٤.
(٥) هو حُميدُ الأرقط كما ذكر محمود شاكر. انظر: تفسير الطبري (شاكر) ١٣/ ١٠٠.
(٦) لم أجد الشاهد عند غير الطبري، انظر: تفسير الطبري (شاكر) ١٣/ ١٠٠.
(٧) يونس ٧١.
(٨) أخرجه أحمد في المسند ٦/ ٢٨٧، وأبو داود ٢/ ٤٤١، ٤٤٢ برقم ٢٤٥٤ وغيرهما من حديث حفصة، وصححه الألباني في إرواء الغليل ٤/ ٢٥ - ٢٦.
(٩) قال محمود شاكر: «لم أعرف قائله، ولكني أظنه لأبي النجم العجلي». انظر: تفسير =