| إِلى المَلِكِ القَرْمِ وابنِ الهُمَامِ | وَلَيْثَ الكَتِيْبَةِ في المُزْدَحَمْ |
| وذَا الرَّأيِ حِيْنَ تُغَمُّ الأُمُورُ | بِذَاتِ الصَّلِيلِ وذَاتِ اللُّجُمْ |
| فَليتَ التي فيهَا النُّجُومُ تَوَاضَعَتْ | عَلى كُلِّ غَثٍّ مِنهمُ وسَمِيْنِ |
| غُيْوثَ الوَرَى في كُلِّ مَحْلٍ وأَزْمَةٍ | أُسُودَ الشَّرَى يَحْمِيْنَ كُلَّ عَرِينِ» (١) |
ومن الأمثلة قول الطبري: «وقد يحتمل نصبها على إتباعها موضع السمع، إذ كان موضعه نصبًا وإن لم يكن حسنًا إعادة العامل فيه على غشاوة، ولكن على إتباع الكلام بعضه بعضًا، كما قال تعالى ذكره: ﴿يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (١٧) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ﴾ ثم قال: ﴿وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (٢٠) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٢١) وَحُورٌ عِينٌ (٢٢)﴾ [الواقعة: ١٧ - ٢٢] (٢) فخفض اللحمَ والحُورَ على العطفِ بهِ على الفاكهةِ إِتباعًا لآخرِ الكلام أولَه. ومعلومٌ أَنَّ اللحمَ لا يُطافُ به ولا بالحُورِ العِيْنِ، ولكن كما قال الشاعرُ يصفُ فرسَه:
| عَلَفْتُها تِبْنًا وماءً بَارِدًا | حتى شَتَتْ هَمَّالةً عَينَاها |
| ورأَيتُ زَوْجَكِ في الوَغَى | مُتقَلِّدًا سَيفًا ورُمْحَا» (٣). |
_________
(١) الطبري (شاكر) ٣/ ٣٥٢ - ٣٥٣.
(٢) الواقعة ١٧ - ٢٢.
(٣) تفسير الطبري (شاكر) ١/ ٢٦٤.