وهذه أسباب مبنية على استعراض الشواهد الشعرية في كتب النحو واللغة، وما يقال فيها يقال في شواهد التفسير أيضًا.
- الوهم في توثيق الشاهد:
مع هذه العناية بنسبة الشواهد إلى قائليها، والحرص على توثيق الشواهد إلا أنه ربما وهم المفسر في نسبة شاهد إلى غير قائله، أو نسبته إلى قائله بغير ما اشتهر به مما يوقع القارئ في الوهم. ومن أمثلة ذلك:
١ - أورد الطبري قول الشاعر:
ظَلَمَ البِطاحَ به انهلالُ حَريصةٍ | فَصفا النِّطافُ بِها بُعَيدَ المُقْلَعِ |
٢ - ومن الأمثلة أَنَّ ابن عطيةَ أوردَ قول الأخطل يهجو جريرًا:
كنتَ القَذى في مَوجِ أخضرَ مُزبدٍ | قَذَفَ الأَتيُّ بهِ فَضَلَّ ضَلالا (٤) |
ومن أمثلة نسبة الشاهد إلى قائله بحيث يدخل الوهم على القارئ في نسبته، قول ابن عطية: «والزوج في كلام العرب: امرأة الرجل، ويقال زوجة، ومنه بيت أبي فراس:
_________
(١) انظر: تفسير الطبري (هجر) ١/ ٥٥٩، ٣/ ٥٦.
(٢) انظر: ديوان ابن قميئة ٢٠٧.
(٣) انظر: ديوان الحادرة ٤٨.
(٤) انظر: ديوان الأخطل ٢٥٢.
(٥) المحرر الوجيز (قطر) ٣/ ١٦٣.
(٦) انظر: المحرر الوجيز ٤/ ١٤١، وبيت كعب في ديوانه ٨٦، وشرح قصيدة كعب بن زهير ١٧٥، تفسير الطبري (هجر) ٧/ ١١٧.