وسبب تسمية سورة الفاتحة بأم الكتاب، وشرح رواية البيت بأن الخمسين سُميت أمًا لأنها جامعة ما دونها من العدد، فسماها أمًا للذي قد بلغها. (١) وهذه الرواية أبلغ في الدلالة على المراد.
في حين رواها كلُّ رواة هذا البيت لأبي محمد عبد الله بن أيوب التيمي:
إذا كانتِ الخمسونَ سِنَّكَ لَمْ يَكُنْ | لِدائِكَ إِلَّا أَنْ تَموتَ طَبيبُ (٢) |
- ومن الأمثلة أيضًا على انفراد الطبري بروايات للشاهد الشعري، أنه عند تفسيره لمعنى الآية في القرآن، وأنها تحتمل وجهين في كلام العرب، أولهما: العلامة، «والآخر منهما القصة، كما قال كعب بن زهير بن أبي سلمى:
أَلا أَبْلغَا هذا المُعَرِّضَ آيةً | أَيقظانَ قالَ القولَ إِذْ قالَ أَمْ حَلُمْ |
_________
(١) انظر: تفسير الطبري (شاكر) ١/ ١٠٧ - ١٠٨.
(٢) انظر: البيان والتبيين ٣/ ١٩٥، عيون الأخبار ٢/ ٣٢٢، أمالي القالي ٣/ ١، محاضرات الأدباء ٢/ ١٩٨، وتعليق محمود شاكر في تفسير الطبري ١/ ١٠٨ حاشية رقم ٤.
(٣) انظر: ديوان حميد بن ثور الهلالي ٥٠ - ٦٠.
(٤) انظر: الحماسة البصرية ٢/ ٨٨٧.
(٥) تفسير الطبري (شاكر) ١/ ١٦.