حُذفت الياء التي هي كناية اسمُ المخبرِ عن نفسه. ثم قال: «قالوا: أمَّا اللغةُ الجيدة، والقياس الصحيح فلغة من قال: «يا ابن أمي» بإثبات الياء، كما قال أبو زبيد:
يا ابنَ أُمِّي ويا شُقَيِّقَ نَفسِي | أنتَ خَلَّفتني لِدهرٍ شَديدِ (١) |
يا ابنَ أُمِّي ولو شَهِدتُكَ إِذ تَد | عو تَميمًا وأَنتَ غَيْرَ مُجابِ (٣) |
الأول: مذهب البصريين، أنهما اسمان بُنيا على الفتح كاسمٍ واحدٍ كخمسَةَ عَشَر ونحوه، فعلى هذا ليس «ابن» مضافًا إلى «أُمّ» بل مُركَّبٌ معها، فتكونُ الحركةُ حركةَ بناءٍ.
الثاني: مذهب الكوفيين وهو ما ذهب إليه الطبري، أنَّ «ابن» مضافٌ إلى «أُمّ» و «أُمّ» مضافة لياء المتكلم، وياء المتكلم قلبت ألفًا كما تقلب في المنادى المضاف إلى ياء المتكلم. وأصله ابنَ أماه، حذفت الألف تخفيفًا، وسقطت هاء السكت لأنه دَرْجٌ. (٥)
وأَمَّا قراءة الكسر فعلى رأي البصريين هو كَسْرُ بناءٍ لأجلِ ياء المتكلم، بِمعنى إضافةِ هذا الاسم المُركَّبِ لياء المتكلمِ فكُسِرَ آخرُهُ، ثُمَّ
_________
(١) انظر: أمالي اليزيدي ٩.
(٢) هو غلفاء بن الحارث.
(٣) انظر: الوحشيات برقم ٢١٣، الأغاني ١٢/ ٢١٣.
(٤) تفسير الطبري (شاكر) ١٣/ ١٢٩ - ١٣١، وانظر: معاني القرآن للفراء ١/ ٣٩٤.
(٥) انظر: الكتاب ٢/ ٢١٣ - ٢١٤، الكشف عن وجوه القراءات السبع ١/ ٤٧٨، الدر المصون ٥/ ٤٦٧.