الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: إثبات أنَّ النبيَّ - ﷺ - رسولٌ؛ لقوله تعالى: ﴿فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي﴾.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أنَّ النَّظَر في الوحيِ القُرآنِ والسُّنَّةِ سبَبٌ في الهِداية؛ لأنَّ الباءَ في قوله تعالى: ﴿فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي﴾ سبَبَيَّة، وإذا كان ذلك سبَبًا للهِداية كان من العَقْل والبصيرة أن نَنظُر في وَحيِ الله تعالى وشَرْعه، وألَّا نَطلُب الصواب من غيرِهما، لا نَطلُب الصواب ممَّا قال فُلان وقال فُلان، ولكن ممَّا قال الله تعالى ورسوله - ﷺ -؛ ولهذا قال ابنُ القيِّم -رحمه الله - في نُونيته (١):
الْعِلْمُ قَالَ الله قَالَ رَسُولُهُ | قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أُولُو الْعرْفَانِ |
مَا الْعِلْمُ نَصْبُكَ لِلْخِلَافِ سَفَاهةً | بَيْنَ الرَّسُولِ وَبَيْنَ رَأْيِ فُلَانِ |
الْعِلْمُ مَعْرِفَةُ الهُدَى بِدَلِيلِهِ | مَاذَاكَ وَالتَّقْلِيدُ يَسْتويانِ |
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: إثبات الأسباب؛ لقوله تعالى: ﴿فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي﴾ وأنَّها مُؤثِّرة بإذن الله تعالى، ففي ذلك الرَّدُّ على الأشاعِرة الذين يَقولون: إنَّ الأسباب لا تُؤثِّر بنفسها، حتى إنهم يَقولون: إن الورَقَ إذا احتَرَق بالنار فإنه لم يَحتَرِق بالنار، لكنه احتَرَق عند النارِ، لا بِها! وإذا ضَرَبت الزُّجاجة بالحجَرَ فانكَسَرت قالوا: لم تَنكَسِر بالحَجَر، لكن انكَسَرت عنده!.
(١) النونية (ص: ٢٢٦).
(٢) النونية (ص: ٩٩).
(٢) النونية (ص: ٩٩).