٧٩٧.
ولم تنسلخ سنة ٧٩٦ حتى خرَّج لشيخه مسند القاهرة أبي إسحاق التنوحي "المائة العشارية" وكان أول مَنْ قرأها على المخرَّجَة له في جمع حافل الحافظ أبو زرعة ابن شيخه العراقي في سنة ٧٩٧ وكذا قرأها عليه غيره من الأعيان، وقرظ له جماعة من أئمة العصر وشهدوا له بالتقدم يقول السخاوي: "كل ذلك مع اشتغاله بغير الحديث من العلوم، والمحافظة على المنطوق منها والمفهوم، كالفقه والعربية والأصول وغيرها من العلم المنقول والمعقول"١.
وفي سنة ٧٩٧ رحل إلى الإسكندرية ودخلها أواخر ذي القعدة، وسمع من مسنديها، وأقام بها إلى أن تمت السنة، ودخل في التي تليها عدة أشهر، وكتب جزءًا سماه "الدرر المضيئة من فوائد إسكندرية" ذكر في مسموعه هنالك، وما وقع له من النظم والمرسلات وغير ذلك، انتقاه السخاوي ثم أعلن ندمه على عدم كتابته كله٢
- وفي آخر شوال خرج قاصدًا أرض الحجاز، فدخل الطور ثم ينبع وفي ربيع الأول من سنة ٨٠٠ دخل بلاد اليمن، فلقي بـ: تعز وزبيد وعدن والمهجم ووادي الخصيب وغيرها غير واحد من العلماء والفضلاء.

واجتمع في زبيد ووادي الخصيب بصاحب القاموس الفيروزآبادي فقرأ عليه أشياء وتناول النصف الثاني من كتابه هذا لتعذر وجود باقيه حينئذ.
وقد خرج وهو هنالك من مرويات نفسه، وكتب بخطه أشياء واجتمع بالملك الأشرف -مالك اليمن- وأهداه تذكرته الأدبية في أربعين مجلدًا لطافًا.
ورجع من اليمن وقد زادت معارفه، وانتشرت علومه ولطائفه، إلى مكة فحج
١ انظر "الجواهر" "١/ ٧٦-٦٩" و"رفع الأصر" "ص٨٧" و"معجم الشيوخ" "ص٧١".
٢ انظر "الجواهر" "١/ ٨٤-٨٥".


الصفحة التالية
Icon