وقد وُصف بالحفظ مبكرًا، وصفه بذلك شيوخه الإمام سراج الدين البلقيني وولده جلال الدين والحافظ العراقي وغيرهم.
يقول ابن حجر في كتابه "المجمع المؤسس"١ في ترجمة الشيخ سراج الدين البلقيني:
"قرأت عليه كتاب "دلائل النبوة" للبيهقي.. وجرت لي معه في حال قراءتها نوادر، وذلك أنه كان يستكثر ما يقع لي من النكت الحديثية في المجلس، ويقول: هذا لا يصدر إلا عن تبييت مطالعة ومراجعة، فكنت أتنصل من ذلك فلا يقبل، إلى أن أمرني بترك الجزء الذي نقرأ فيه عنده تلك الليلة، وكان يعرف أن لا نسخة لي، فتركته عنده، فلما أصبحنا وشرعت في القراءة مر إسناد فيه: "ثنا تمتام" فقطع عليَّ القراءة وقال: مَنْ تمتام هذا فإرنني راجعت الأسماء فلم أجده، وظننته تصحيفًا؟ فقلت: لا بل هو لقب واسمه محمد بن غالب بن حرب، حافظ مشهور. قال مَنْ ذكره؟ قلت: الخطيب في "تاريخ بغداد" وله ترجمة عندكم في "الميزان" للذهبي؛ لأن بعض الناس تكلم فيه. فسكت الشيخ، وقال له ولده جلال الدين: هذا حافظ فلا تمتنحه بعدها"٢.
ثم كتب له على الجزء الأول من "تغليق التعليق".
"الجزء الأول من "تغليق التعليق" جمع الشيخ الحافظ، المحدث المتقن المحقق شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن الفقير إلى الله تعالى الفاضل المرحوم نور الدين علي الشهير بابن حجر، نفع الله به وبفائده آمين"٣.
٢ جاء قول جلال الدين هذا منسوبًا إلى أبيه في "ابن حجر العسقلاني ومنهجه في فتح الباري" "ص٧١" وهو سهو.
٣ "الجواهر والدرر" "١/ ٢٠٧".