وقد أذنا له بالفتوى والتدريس وكتب له: "أجزت له أن يفتي بذلك لطالبيه بالتوجيه، فإنه نعم الفاضل النبيه"١.
قال السخاوي:
"وقد كان صاحب الترجمة رأى في المنام إذ ذاك إنه دخل مدرسة الشيخ "سراج الدين" وهو يصلي الظهر، فأحس الشيخ بداخل، فتمادى في الركوع فأدرك معه صلاة الظهر، فعبرها عليه، فقال له الشيخ: يحصل لك ظهور كبير. قال صاحب الترجمة: فقلت له: لأنك تأخرت لي حتى أدركتك فأخذت عنك وأذنت لي، فأقر ذلك٣.
قلت: وكان الأمر كذلك، حقق الله تعبير شيخ الإسلام بالظهور العام، جعلهما الله بدار السلام مع السادة الكرام".
ومما يدل على منزلة ابن حجر العلمية في حياة شيوخة -فضلًا عما صار إليه مع تقدم العمر وزيادة الفصل- ما جاء عن العلامة النحوي ابن العباس النحوي ابن العباس الحناوي قال: كنت أكتب الإملاء عن شيخنا العراقي، فإذا جاء ابن حجر ارتج المجلس له، وعند عرض الإملاء قل أن يخلو من إصلاح يفيده ابن حجر.
ومن إجلال شيخه العراقي له أنه كان يودعه إذا أراد سفرًا، ويهنئه بالسلامة إذا قدم٤.
٢ المصدر السابق.
٣ أورد الدكتور محمد كمال الدين هذا المنام على أنه واقعة حقيقية، وهذا غريب! انظر ابن حجر مؤرخًا "ص٢٨".
٤ "الجواهر" "١/ ٢١٢".