هذا طرف من منزلته عن شيوخه، وأما تلامذته فقد قالوا وأطالوا وهو الجدير بكل ثناء، الحقيق بكل تقدير، وقد عبق الزمان بنشر ذكره، وأطبقت الألسن على تفضيله وتبجيله حتى اليوم١.
وقد أنصفه جلال الدين السيوطي إذ قال عنه: "فريد زمانه، وحامل لواء السنة في أوانه: ذهبي هذا العصر ونضاره، وجوهره الذي ثبت به على كثير من الإعصار فخاره، أمام هذا الفن للمقتدين، ومقدم عساكر المحدثين، وعمدة الوجود في التوهية والتصحيح، وأعظم الشهود والحكام في بابي التعديل والتجريح... "٢.
وإذ قال:
"انتهت إليه الرحلة والرئاسة في الحديث في الدنيا بأسرها، فلم يكن في عصره حافظ سواه"٣.
وكذلك الإمام عبد الحي اللكنوي الحنفي "ت١٣٠٤هـ" حين قال: "وكل تصانيفه تشهد بأنه إمام الحفاظ، محقق المحدثين، زبدة الناقدين، لم يخلف بعده مثله"٤.
وهو ممن حاز لقب "أمير المؤمنين في الحديث"٥.
١١- وفاته:
٢ "نظم العقيان" "ص٤٥".
٣ "حسن المحاضرة" "١/ ٣٦٣".
٤ "التعليقات السنية على الفوائد البهية" "ص١٦".
٥ انظر: "أمراء المؤمنين في الحديث" للشيخ عبد الفتاح أبو غدة "ص١١٦-١١٧".