يقول السخاوي١:
"ولم يزل على جلالته وعظمته في النفوس، ومداومته على أنواع الخيرات إلى أن توفي في أواخر ذي الحجة سنة ٨٥٢، وكان له مشهد لم ير مَنْ حضره من الشيوخ -فضلًا عمن دونهم- مثله، وشهد أمير المؤمنين والسلطان فمَنْ دونهما الصلاة عليه، وقدم السلطان الخليفة للصلاة، ودفن تجاه تربة الديلمي بالقرافة وتزاحم الأمراء والأكابر على حمل نعشه، ومشى إلى تربته مَنْ لم يمش نصف مسافتها قط، ولم يخلف في مجموعه مثله، ورثاه غير واحد بما مقامه أجل منه".
ويقول السيوطي٢:
وأخبرني الشهاب المنصوري٣ أنه شهد جنازته، فلما وصل إلى المصلى أمطرت السماء على نعشه، فأنشد في ذلك الوقت:
قد بكت السحب على... قاضي القضاء بالمطر
وانهدم الركن الذي... كان مشيدًا من حجر
وممن رثاه الحجازي "٧٩٠-٨٧٥"٤ بقصيدة تضم أكثر من خمسين بيتًا وضمنها أبيات الزمخشري التي أنشدها ابن حجر قبيل وفاته، ومطلع القصيدة:
كل البرية للمنية صائرة... وقفولها شيئًا فشئيًا سائرة٥
٢ في "طبقات الحفاظ" "ص٥٤٨".
٣ انظر ترجمته في "حسن المحاضرة" "١/ ٥٧٥"، توفي سنة "٨٨٧".
٤ ترجمته في "حسن المحاضرة "أيضًا "١/ ٥٧٣-٥٧٤".
٥ أوردها كلها ابن فهد في "لحظ الألحاظ" "ص٣٣٩-٣٤٢" والسيوطي في "حسن المحاضرة" ١/ ٣٦٤-٣٦٦" وعن مراثيه الأخرى انظر ابن حجر "١/ ١٩٦-١٩٧".