وقال الإمام الشعبي: رحل مسروق بن الأجدع "ت: ٦٢" إلى البصرة في تفسير آية: فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى بلاد الشام، فتجهز ورحل إليه، حتى علم تفسيرها١.
وقال مجاهد: أحب الخلق إلى الله أعلمهم بمن أنزل٢.
والحرص البالغ على القرآن ومدارسته هو الذي دفع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى ترك تدوين السنة:
فقد روى البيهقي في "المدخل" عن عروة بن الزبير أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن، فاستشار في ذلك أصحاب النبي ﷺ فأشاروا عليه أن يكتبها. فطفق عمر يستخير الله، ثم أصبح يومًا وقد عزم الله له، فقال: إني كنت أردت أن أكتب السنن، وإني ذكرت قومًا كانوا قبلكم، كتبوا كتبًا فأكبوا عليه وتركوا كتاب الله، وإني والله لا ألبس كتاب الله بشيء أبدًا٣.
ومن هذا نفهم أيضًا ما رواه الحاكم في "مستدركه"٤ عن قَرَظَة٥ بن كعب قال:
"خرجنا نريد العراق، فمشى معنا عمر بن الخطاب إلى "صرار"٦ فتوضأ ثم قال: أتدرون لِمَ مشيت معكم؟ قالوا: نعم نحن أصحاب رسول الله ﷺ مشيت معنا.
٢ انظر المصدرين السابقين.
٣ انظر "تدريب الراوي" للسيوطي "٢/ ٦٧-٦٨".
٤ في كتاب "العلم" "١/ ١٠٢".
٥ هكذا ضبط اسمه الفيروزآبادي في "القاموس" ص"٩٠١" وابن حجر في ترجمته له في "الإصابة" "٣/ ٢٣١".
٦ صرار: ككتاب: موضوع بقرب المدينة كما في "القاموس" ص"٥٤٣".