فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} [الآية: ٧].
١- قال ابن الكلبي١ عن أبي صالح عن ابن عباس: المتشابه حروف التهجي في أوائل السور، ولك أن رهطًا من اليهود حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف ونظراءهما أتوا النبي ﷺ فقال له حيي: بلغنا أنه أنزل عليك "ألم"٢ أنشدك الله أأنزلت عليك؟ قال: "نعم"، قال: فإن كان ذلك حقا فإني أعلم مدة ملك أمتك هو إحدى وسبعون سنة فهل أنزل عليك غيرها قال: "نعم المص " ٣ قال: هذه أكثر من تلك هي إحدى وستون ومئة سنة فهل غيرها؟ قال: نعم "الر" ٤ قال: هذه أكثر هي مائتان وإحدى وثلاثون سنة فهل غيرها؟ قال: نعم "المر" ٥ قال: هذه أكثر هي مائتان وإحدى وسبعون سنة ولقد خلطت علينا فلا ندري بقليله نأخذ أم بكثيره؟ ونحن لا نؤمن بهذا فأنزل الله عز وجل ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ﴾ الآية".
قلت: أخرجه البخاري "٢/ ٥٢" عن زياد وسلمة عن ابن إسحاق، ولابن إسحاق طريقان عن محمد بن أبي محمد وهذا كثير الذكر هنا، وقد قرن بابن عباس جابرًا، وعن الكلبي وقد جعل ابن عباس عن جابر" وانظر "سيرة ابن هشام" "١/ ٥٤٥-٥٤٧".
ملاحظة: تحرف "رئاب" في "الدر" إلى رباب، وفي "البحر المحيط" "٢/ ٣٨١" إلى "دئاب" وأخرجه الطبري في تفسير الآية "١" من سورة البقرة انظر "١/ ٢١٦-٢١٨" وتكلم الشيخ أحمد شاكر على إسناده متوسعًا فراجعه.
٢ هذه مطلع السور الآتية: البقرة وآل عمران، وهما مدنيتان، والعنكبوت والروم ولقمان والسجدة وهن مكيات.
٣ أول سورة الأعراف.
٤ هذه مطلع السور المكية الآتية: يونس-هود-يوسف-إبراهيم-الحجر.
٥ أول سورة الرعد.