عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتأول١ بعض الآيات المحتملة التأويل ما يشيد به بدعته٢.
ثم٣ أسند عن قتادة نحو ذلك٤.
ثم٥ أسند من طريق الحارث٦ بن يعقوب، عن أيوب، عن ابن أبي ملكية، عن عائشة قالت: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَات﴾ الآية كلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه والذين يجادلون فيه فهم الذين عنى الله ٧ فاحذروهم".
ورجح الطبري٨ قول من قال من المفسرين: "إن المراد باتباع الفتنة في الآية اتباع الشبهات واللبس، ليروج بذلك الباطل الذي ابتدعه" وأطلق على ذلك فتنة

١ هكذا رسم الفعل في الأصل ولم ينقط.
٢ بدأ بن جرير كلامه بقوله: "وهذه الآية وإن كانت نزلت فيمن ذكرنا أنها نزلت فيه من أهل الشرك، فإنه معني بها كل مبتدع في دين الله بدعة فمال قلبه إليها... إلخ".
٣ لو قال: "وكان أسند" لكان أصح، وقد سبق لاستعماله هذا نظائر وعلقت عليه في سورة الفاتحة.
٤ انظر "٦/ ١٨٧-١٨٨" "٦٦٠٣".
٥ لاحظ الهامش ما قبل السابق وانظر "تفسير الطبري" "٦/ ١٩١" "٦٦٠٩".
٦ لم يذكر الطبري أباه، وقد ترجمه الشيخ أحمد شاكر على أنه الحارث بن بنهان -بالنون ثم بالباء- وقد عكسا في المطبوع -وهو ضعيف، وقد رجعت إلى ترجمة الحارث بن يعقوب في "تهذيب الكمال" للمزي "٥/ ٣٠٩-٣١٠" فلم أره ذكر رواية له عن أيوب ولا رواية ابن وهب عنه، وقد ذكر في ترجمة الحارث بن نبهان "٥/ ٢٨٨" فكان الحافظ سبق خاطره والله أعلم! وابن يعقوب ثقة، ويقول الشيخ أحمد "٦/ ١٩٢": "وعلى الرغم من ضعف الحارث هذا، فإن أصل الحديث صحيح، بالأسانيد الأخر، السابقة واللاحقة".
٧ بعد هذا في الطبري: "أولئك الذين قال الله، فلا تجالسوهم".
٨ "٦/ ١٩٧" والنقل بالمعنى.


الصفحة التالية
Icon