وفي رواية عاصم١ عن شقيق فجاء الأشعث، فقال: ما يحدثكم أبو عبد الرحمن فحدثناه فقال: كان في والله هذا الحديث خاصمت ابن عم لي. فذكره وفيه: في بئر بدل أرض. وفيه: مالي بينه وإن تجعلها بيمينه يذهب ببئري، إن خصمي رجل فاجر قال: فقال: "من اقتطع مال امرئ مسلم"، الحديث وقرأ هذه الآية.
ووقع نحو ذلك في حديث عدي بن عميرة عند النسائي٢ ولفظه٣ خاصم رجل من كندة امرأ القيس بن عابس الحضرمي في أرض، الحديث، وفيه: فقال الحضرمي: أمكنته من اليمين يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذهب أرضي ورب الكعبة، فذكر الحديث، وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ﴾ الآية وفي آخره فقال امرؤ القيس: ما لمن تركها يا رسول الله؟ قال: "الجنة": قال: فأشهدك أني قد تركتها٤".
وهكذا في أكثر الطرق٥ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تلا الآية عقب الحديث، وصرح في

١ لم أجدها في الكتب الستة. وهي في "مسند أحمد"، حديث الأشعث بن قيس "٥/ ٢١٢".
٢ هو في كتاب القضاء في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" "٧/ ٢٨٥-٢٨٦". وانظر "الفصل للوصل المدرج في النقل" للخطيب البغدادي "مخطوط الورقة ٧٨" ففيه كلام عنه.
وزاد السيوطي "٢/ ٢٤٥" نسبته إلى "أحمد "٤/ ١٩١-١٩٢" وعبد بن حميد وابن جرير "٦/ ٥٣٠ "٧٢٨٠"" وابن المنذر والطبراني "١٨٠ /١٧ "٢٦٥""، والبيهقي في "الشعب" وابن عساكر. وقد تحرف فيه "عميرة" إلى: "بحيرة". وقال الهيثمي في "المجمع" "٤/ ١٧٨": "رواه أحمد والطبراني في "الكبير" ورجالهما ثقات".
٣ انظر ما سبق في الآية "١٨٨" من سورة البقرة.
٤ جاء هنا في الأصل: "وقال مقاتل بن سليمان: قوله: ﴿وَإِنَّ مِنْهُمْ﴾ يعني اليهود: ﴿لَفَرِيقًا﴾ أي: طائفة يعني كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف وأبو ياسر وحيي ابنا أخطب وسعية بن عمرو: ﴿يَلْوُون﴾ أي: يحرفون، كتبوا غير نعت محمد، وحذفوا نعته يقولون: هذا النعت من عند الله، وما هو من عند الله" وورود هذا النص هنا غريب، ولا شك في أنه مقحم، وهو تابع للآية الآتية المرقمة بـ"٧٨" وسينقل المؤلف فيها بعضه فيها بعضه فانظره ثم، ولذلك حذفته هنا.
٥ إن إراد بقوله: "أكثر الطرق" حديث عدي بن عميرة فمسلم، وإن أراد حديث عبد الله بن مسعود والأشعث فلا، والطرق التي نصت على "التلاوة" في البخاري "الفتح" "١٣/ ٤٢٣" ومسلم "١/ ١٢٣". وأحمد "٥/ ٢١٢".


الصفحة التالية
Icon