٣- سبب آخر: أخرج البخاري١ وأحمد٢ والطبري٣ من طريق العوام بن حوشب عن إبراهيم بن عبد الرحمن عن عبد الله بن أبي أوفى أن رجلا٤ أقام سلعة له في السوق فحلف بالله لقد أعطي بها ما لم يعطه ليوقع رجلًا من المسلمين فنزلت هذه الآية: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا﴾ ٥.
وله شاهد مرسل أخرجه الطبري٦ من طريق الشعبي بسند صحيح إليه أن رجلا أقام سلعة أول النهار فلما كان آخره جاء رجل يشتري فحلف لقد منعها أول النهار من كذا ولولا المساء ما باعها به فأنزل الله هذه الآية. وبه٧ إلى داود عن رجل عن مجاهد نحوه.
٤- سبب آخر: قال ابن الكلبي٨ عن أبي صالح عن ابن عباس: إن أناسا من علماء اليهود أولي فاقة كانوا ذوي حظ من علم التوراة فأصابتهم سنة فأتوا كعب بن
٢ لم أجده في "المسند".
٣ لم أجده في "تفسيره" في هذا الموضع ولم يعزه إليه السيوطي في "الدر" انظر "٢/ ٢٤٥" وقد عزاه إلى عبد حميد والبخاري وابن المنذر وابن أبي حاتم "٢/ ١/ ٣٥٥" "٨٢٣"".
٤ لم يذكر دين الرجل والظاهر من لفظ الحديث ومن تنزيل الآية عليه أنه غير مسلم ولعله يهودي، وإذا صح هذا فيحتمل في قصته أن تكن مما أشارت إليه الآية.
٥ قال الحافظ في "الفتح" "٨/ ٢١٣" عن حديثي الأشعث وابن أبي أوفى: "... لا منافاة بينهما، ويحمل على أن النزول كان بالسببين جميعا ولفظ الآية أعم من ذلك، ولهذا وقع في صدر حديث ابن مسعود ما يقتضي ذلك" ومثل هذا سبق في "٥/ ٢٨٧" من "الفتح" أيضاً.
٦ "٦/ ٥٣٣" "٧٢٨٣" وفي النقل تصرف.
٧ أي: بسند الطبري "٦/ ٥٣٣" "٧٢٨٤".
٨ ونقله عنه الواحدي "ص١٠٧"، وقال الحافظ في "الفتح" "٨/ ٢١٣": "وقص الكلبي في تفسيره في ذلك قصة طويلة، وهي محتملة أيضا، لكن المعتمد في ذلك ما ثبت في الصحيح".