الأشرف يستميرونه، فسألهم كعب هل تعلمون أن هذا الرجل -يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم- في كتابكم؟ قالوا: نعم، وما تعلمه أنت؟ قال: لا قالوا: فإنا نشهد أنه عبد الله ورسوله قال كعب: لقد قدمتم علي وأنا أريد أن أميركم وأكسوكم، فحرمكم الله خيرًا كثيرًا، قالوا: فإنه شبه لنا فرويدا حتى نلقاه، فانطلقوا فكتبوا صفة سوى صفته، ثم أتوا النبي -صلى الله عليه وسلم- فكلموه ثم رجعوا إلى كعب فقالوا: قد كنا نرى أنه هو فأتيناه فإذا هو ليس بالنعت الذي نعت لنا وأخرجوا النعت الذي كتبوه ففرح كعب بذلك، ومارهم، فأنزل الله تعالى هذه الآية. وسبق نظيرها في البقرة: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّار﴾ ١.
٥- وقال ابن الكلبي٢ أيضا عن أبي صالح باذان عن ابن عباس: نزلت في امرئ القيس ابن عابس استعدى عليه عيدان بن أشوع٣ في أرض ولم يكن له بينة فأمره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يحلف، الحديث.
٢٠٥- قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَاب﴾ [الآية ٧٨].
١- نقل الثعلبي عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس: نزلت في اليهود والنصارى حرفوا التوراة والإنجيل وضربوا كتاب الله بعضه ببعض وألحقوا به ما ليس منه وأسقطوا منه الدين الحنيف.
٢- وأخرج الطبري٤ من طريق قتادة: إنهم اليهود حرفوا كتاب الله وابتدعوا
٢ اربط بما مر في الآية "١٨٨" من سورة البقرة.
٣ لم ينقط في الأصل، وقد مر في الآية المشار إليها.
٤ "٦/ ٥٣٦" "٧٢٩٢".