المسلمون وبهم كلوم ففيهم نزلت: ﴿إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾.
وذكر الثعلبي عن راشد بن سعد١: لما انصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أحد كئيبا حزينا جعلت المرأة تجيء بزوجها وأبيها وابنها٢ وهي تلتدم٣ [فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أهكذا يفعل برسولك"] ٤ فنزلت.
٢٣٨- قوله تعالى: ﴿وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ﴾ [الآية: ١٤٠].
قال ابن أبي حاتم٥ عن أبيه عن موسى بن إسماعيل عن وهيب٦ عن أيوب عن عكرمة: لما أبطأ الخبر على النساء بالمدينة خرجن يستقبلن فإذا رجلان مقتولان على بعير فقالت امرأة [من الأنصار] : من هذان؟ قالوا: فلان [وفلان] أخوها وزوجها أو [زوجها و] ابنها فقالت: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: حي، قالت: فلا أبالي يتخذ الله من عباده الشهداء قال: فنزل القرآن على وفق ما قالت: ﴿وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ﴾.
هذا مرسل رجاله من رجال البخاري.
٢٣٩- قوله تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ﴾ [الآية: ١٤٢].
٢ في الواحدي: بزوجها وابنها مقتولين.
٣ التدمت المرأة: ضربت صدرها في النياحة. انظر "القاموس" "ص١٤٩٤".
٤ استدراك من الواحدي.
٥ "٢/ ١/ ٥٧٣" "١٥٢٤" وما بين المعقوفين مستدرك منه.
٦ هو وهيب بن خالد من رجال الستة ترجمته في "التهذيب" "١١/ ١٦٩" وقد تحرف في تفسير ابن أبي حاتم إلى: وهب.