وبإذن الله يَبْرَأُ. وعند النَّاسِ شيْء لَيْسَ معروفًا فِي السنّةِ لكنَّه مُجَرَّب، أَنَّهُ يأخذ من ثِيابه التي تحمل من عرقه إن كانت طاقية أو غُترة أو (فنيلة) أو سروالًا، ويغسل، ويُؤخذ غُسالته ويشربه المصابُ، ويَنْتَفِعُ.
والعَيْنُ لا تأتي إلَّا عَلَى غَفْلَةٍ، وأكثر ما تأتي أيضًا مَن يخافُ منها.
إذن فالعلاج أَنَّهُ يتوضأ ويرش عَلَى بدنه؛ عَلَى الأعضاءِ زِيَادَةً عَلَى الوضوء.
ويَزْعُمُونَ أن الْإِنْسَانَ العائِنَ إذا صُلِّيَ عليه صلاةَ الجنازةِ أَنَّهُ يكفِّر، ولكن هَذَا لَيْسَ بصحيح.
والعَيْن مَنْشَؤُها الحسدُ، ولهذا قيل فِي قوله تعالى: ﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ [الفلق: ٥]: العائن إذا عان.
الله يرحمه شيخنا، كَانَ يدرسنا باللَّيلِ بينَ العشاءينِ، ومرَّت الطيورُ هَذِهِ الَّتِي تَصِيح باللَّيل، وأظنُّها يسمونها البطّ، ورفعت رأسي، فقال هو: إن صَيدَ العلمِ أفضلُ - أو خيرٌ - من صيدِ الطيورِ! وَهُوَ صحيحٌ ما فيه شكّ، وأنا أَجزِم جَزمًا أن الْإِنْسَان الَّذِي يَلْتَفِت يقينًا (بيروح)، وَهُوَ ما يَلْتَفِت إلا مُؤْتَمِرًا بأمرِ قلبِه، لا يمكن أنْ يلتفتَ إلا بهذا.
وقولهم: ﴿إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ﴾ أكَّدوها بـ (إنّ) واللامِ؛ لأنَّهم يَعْتَقِدُون تلكَ الساعةَ أَنَّهُ لا أحدَ أقوَى مِن فِرْعَوْنَ، وأنَّهم بِعِزَّتِهِ سَيَغْلِبُون لا مَحَالةَ، ولهذا أكَّدوها بقولهم: ﴿إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ﴾، وأتَوْا بالجُملةِ الإسْميَّة إشارةً إِلَى أن هَذِهِ الغَلَبَة ستدومُ وتستمِرُّ؛ لِأَنَّ الجُملةَ الإسْميَّةَ تَدُلُّ عَلَى الثبوتِ والإستقرارِ والدوامِ.
وفي قولهم: ﴿إِنَّا لَنَحْنُ﴾ إذا أَعْرَبْنَا (نحن) ضميرَ فصلٍ ففيه ما يُستفادُ من