وأثّر بدلًا مِن أن يَرَى الْإِنْسَان هَذِهِ الحبالَ حِبَالًا وعِصِيًّا صار يراها ثعابينَ وحيَّاتٍ.
إذن فهذه حقيقةٌ، لكن بالنِّسبةِ لمِن يراهُ فليسَ مُتَغَيِّرًا عن حقيقتِه، فالحبالُ حبالٌ، والعِصِيّ عِصِيّ، ولو رآها مَن لم يَصِلْ إليه السِّحرُ لرآها حقيقةً: حِبَالًا وعِصِيًّا.
فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: هل يُقْتُلُ العائنُ؟
فالجَواب: لا، الصَّحيحُ أَنَّهُ لا يقتلُ إلَّا إذا تَعَمَّدَ القتلَ، إذا قَالَ: أنا أقتلُ فلانًا.
فإذا أكّد يُحْبَس، وَهُوَ يجب حبسه عَلَى كل حالٍ، مثلما قال أهل العلم، ولكن الغريب أن هَذَا مشهورٌ فِي الزمنِ السابقِ بينَ النَّاسِ، والوُلاة أقوياءُ والأمراءُ أَقوى مركزًا من اليومِ، حَتَّى أمراء البُلدان، والقضاةُ موْجودونَ وكَلامُ الفقهاءِ أيضًا الحنابلة، فالمذهب أَنَّهُ يجب أن يُحْبَس هَؤُلَاءِ، ولكن مع ذلك ما فِي عُمُرنا سمِعنا أَنَّهُم حُبِسوا، وإلَّا لو حُبسوا لقلَّ الشرُّ.
وأمَّا إذا كَانَ ما قَصَدَ قَتْلَه ولكن ماتَ، فهذا خطأٌ، يَرْمُونَه بالدِّيَة، عَلَى أن بعض العلماء يقولون: لا يُقتل حَتَّى وإنْ كَانَ تعمَّد قتلَه؛ لِأَنَّ هَذَا السلاح سلاح خَفِيّ باطنٌ، وبعضهم قَالَ: يقتل بمثله بإيجاد واحد يحسده قال تعالى: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ﴾ [النحل: ١٢٦] لكن نخاف أن يُشَجِّع هَذَا الَّذينَ يصيبون الناس بالعين.
فإن قال قائل: فبِمَ يعالَج الْإِنْسَان إذا أُصيب بعينٍ؟
فالجَواب: بالقِراءَة، ويعالج بالحِسّ معالجةً حِسِّيَّة، فيُؤتَى بالعائنِ ويتوضأ، ويُؤخذ ما يتناثر منه، ويسقى عَلَى هذا، ويُرشّ بِهِ رأسُه من فوق عَلَى جهةِ ظَهره،