ما بين أيدينا وما خلفنا) الآية [مريم: ٦٤].
وقال الجويني: كلام الله المنزل على قسمين:
قسم: قال الله عز وجل لجبريل: قل للذي أنت مرسل إليه، إن الله تعالى يقول:
افعل كذا وكذا، وأمر بكذا وكذا. ففهم جبريل ما قاله ربه، ثم نزل على ذلك النبي، وقال ما قاله له ربه. ولم تكن العبارة تلك العبارة، كما يقول الملك لمن يثق به: قل لفلان: يقول لك الملك: اجتهد في الخدمة، واجمع جندك للقتال، فإن قال لك الرسول: يقول لك الملك: لا تتهاون في الخدمة، ولا تترك الجند تتفرق، وحثهم على المقاتلة، لا ينسب إلى كذب، ولا تقصير في الرسالة.
وقسم آخر: قال الله عز وجل لجبريل: اقرأ على النبي هذا الكتاب فنزل به جبريل من غير تغيير، كما أن يكتب الملك كتاباً ويسلمه إلى أمين، ويقول: اقرأ على فلان، فهو لا يغير منه كلمة ولا حرفاً.
قال الحافظ السيوطي - رحمه الله تعالى -: القسم الثاني هو القرآن، والأول هو السنة، كما ورد أن جبريل ينزل بالسنة كما ينزل القرآن.


الصفحة التالية
Icon