والمعنى: " لا تحرك " يا محمد به - أي القرآن - لسانك قبل أن يتم وحيه. (لتعجل): لتأخذه على عجلة مخافة أن ينفلت. (إن علينا جمعه) في صدرك (وقرءآنه) وإثبات قراءته في لسانك، (فإذا قرأناه) بلسان جبريل عليك، (فاتبع قرءانه) قراءته وتكرر فيه حتى يرسخ في ذهنك. (إن علينا بيانه): ببيان ما أشكل عليك من معانيه.
فإن قلت: كيف عاد ضمير (لتعجل به) على القرآن، وليس القرآن مذكوراً فيما تقدم، والضمير لا يعود إلا على مذكور سابق؟
قلت: إنما جاز ذلك لدلالة آخر الكلام، وهو قوله: (إن علينا جمعه وقرءآنه)، ودلالة السياق كدلالة السباق. فكأنه من فحوى الكلام ومشاهد الحال، ظهر أن الضمير يعود على القرآن لا على غيره، فلم يكن اشتباه.
فإن قلت: كيف قيل: (فإذا قرأناه) وإنما القارئ جبريل؟ قلت: لما كان


الصفحة التالية
Icon