يحصل الكمال الإنساني الذي خلق له، وهو معرفة الحق سبحانه لما له من صفات الكمال، والخلق بما هو لهم من الأحكام، والقرآن جامع لذلك.
والحكمة تطلق ويراد بها هذا المعنى؛ وهو استكمال النفس لمعرفة الحق والخلق.
وأما تسميته (الحكيم)؛ فلأنه أحكمت آياته بعجيب النظم وبديع المعنى، وأحكمت عن تطرق التبديل والتحريف، والاختلاف والتباين، فيكون المعنى على ذلك محكم بما ذكرنا. ومعنى المحكم: أي المتقن على أعلا الوجوه البالغة، وحسن الانتظام.
وأما تسميته (المهيمن)؛ فلأنه شاهد على جميع الكتب والأمم السالفة، أو لكون علمه مستول على كل علم، فهو مهيمن عليه.
وأما تسميته (الحبل)؛ فلأنه من تمسك به نجا.
وأما تسميته (الصراط المستقيم)؛ فلأنه طريق إلى الجنة [قويم] لا اعوجاج فيه.
وأما تسميته (المثاني)؛ فلأنه فيه قصص الأمم الماضية، فهو ثانٍ لما


الصفحة التالية
Icon