ومن ذلك قوله تعالى: (سبح اسم ربك الأعلى) [الأعلى: ١]، يحتمل أن يكون الأعلى صفة للاسم أو صفة للرب.
الجهة السادسة التي يدخل على المعرب بسببها الخطأ: أن يراعي الشروط بحسب الأبواب.
فإن العرب يشترطون في باب شيئاً، ويشترطون في آخر نقيض ذلك الشيء على ما اقتضته حكمة لغتهم وصحيح أقيستهم، فإذا لم يتأمل المعرب اختلطت عليه الأبواب والشرائط.
فلنذكر بعض ما وقع من الوهم لبعض المعربين، ليحترز عنه:
فمن جملة شروطهم: الجمود لعطف البيان، والاشتقاق للنعت. وقد اعترض على الزمخشري في قوله تعالى: (ملك الناس. إله الناس) [الناس: ٢ - ٣] أنهما عطفا بيان؛ لأنهما مشتقان.
والصواب أنهما صفتان للرب. وقد أجيب عن الزمخشري أن (ملك الناس) و (إله الناس) جريا مجرى الجوامد في الاستعمال.
وقد اعترض على الزمخشري أيضاً في إعرابه (ذلكم الله ربكم) [الأنعام: ١٠٢، ويونس: ٣، وفاطر: ١٣، والزمر: ٦، وغافر: ٦٢، ٦٤]، يجوز كون اسم الله تعالى صفة للإشارة، أو بياناً، و (ربكم) الخبر.