وقال أبو عبيد: أحسبه ذهب إلى قول ابن مسعود: ما من حرف - أو قال: آية - إلا وقد عمل بها قوم، أو: لها قوم سيعملون بها.
قال: فإن كان ذهب إلى هذا، فهو وجه. وإلا فإن المطلع في كلام العرب: المأتى الذي يؤتى منه علم القرآن. وهو عندي: هو الوجه في المطلع، لأنه المصعد الذي يشرف منه على الشيء، فأراد النبي ﷺ والله أعلم: أن الحد هو المسمى الذي يريد الله جل شأنه من عباده، فيما يأمرهم وينهاهم عنه، إذا تدبر منهم متدبر، أشرف
بتدبيره على ما أراد الله تعالى منه. وقد ذهب قوم إلى أن قوله عليه السلام: " ولكل حد مطلع "؛ أي لكل حد من حدود الله، حده من حلال وحرام، وسائر شعائره، مقدار من الثواب والعقاب، يعانيه في الآخرة، ويطلع عليه، كما قال عمر رضي الله عنه: لو أن لي ما في الأرض من صفراء وبيضاء لافتديت به من هول المطلع. يعني ما يشرف عليه من أمر الله تعالى بعد الموت، وهذا قول الحسن. انتهى.
أقول: و" الظاهر " - والله أعلم - في الحديث: هو ما يتبادر من ظاهر الآية، و" الباطن ": ما يخفى ولا يدركه إلا من أيد بفهم من الله سبحانه وتعالى، و" الحد ": المعنى الذي ينبغي أن يوقف عنده، و" المطلع ": هو المعنى الذي يرشدك إلى الوقوف عند هذه النهاية.
مثال ذلك: قوله تعالى: (الحمد لله رب العالمين) فظاهر الآية: الثناء