قال: وأيضا الحقوق ثلاثة، حق الله على عباده، وحق العباد على الله، وحق بعض العباد على بعض، وقد اشتملت الفاتحة صريحا على الحقين الأولين، فناسب كونها بصريحها ثلثي القرآن. وحديث: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين" شاهد لذلك.
قال الحافظ السيوطي - رحمه الله تعالى -: قلت: ولا تنافي أيضا بين كون الفاتحة أعظم السور، وبين الحديث الآخر أن (البقرة) أعظم السور؛ لأن المراد به ما عدا (الفاتحة) من السور التي فصلت فيها الأحكام وضربت الأمثال، وأقيمت الحجج، إذ لم تشتمل سورة على ما اشتملت عليه، ولذلك سميت: فسطاط القرآن.
قال ابن العربي في أحكامه: سمعت بعض أشياخي يقول: اشتملت سورة (البقرة) على ألف أمر، وألف نهي، وألف حكم، وألف خبر، ولعظيم فقهها أقام ابن عمر ثماني سنين على تعليمها. أخرجه مالك في "الموطأ".
قال ابن العربي أيضا: وإنما صارت (آية الكرسي) أعظم الآيات لعظم مقتضاها؛ فإن الشيء إنما شرف بشرف ذاته ومقتضاه ومتعلقاته.
وهي في آي القرآن كسورة (الإخلاص) في سور القرآن، إلا أن سورة (الإخلاص) تفضلها بوجهين: