الحقيقي فالحقيقي أولى.
قالوا: ولا يستقيم إرادة أن ما احتمل التذكير والتأنيث غلب فيه التذكير؛ كقوله: ﴿أعجاز نخل خاوية﴾ [الحاقة: ٧] فأنث مع جواز التذكير، قال تعالى: ﴿أعجاز نخل منقعر﴾ [القمر: ٢٠] (من الشجر الأخضر) [يس: ٨٠].
قالوا: فليس المراد ما فهم، بل المراد بـ "ذكروا": الموعظة والدعاء كما قال تعالى: ﴿فذكر بالقرءان﴾ [ق: ٤٥] إلا أنه حذف الجار، والمقصود: ذكروا الناس بالقرآن، أي: ابعثوهم على حفظه كيلا ينسوه.
قال الحافظ السيوطي- رحمه الله تعالى-: أول الأثر يأبى هذا الحمل.
قال الواحدي: الأمر ما ذهب إليه ثعلب، والمراد إذا احتمل اللفظ التذكير والتأنيث ولم يحتج في التذكير إلى مخالفة المصحف ذكر، نحو ﴿ولا يقبل منها شفعة﴾ [البقرة: ٤٨]. قال: ويدل على إرادته هذا، فقرأوا اما كان من هذا القبيل بالتذكير، نحو: ﴿يوم تشهد عليهم ألسنتهم﴾ [النور: ٢٤]. وهذا في غير الحقيقي.