إلى النبي صبى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن أمي افتلت نفسها ولم توص، وأظن لو تكلمت تصدقت، أفلها أجر إن تصدقت عنها؟ قال: "نعم".
فهذه الأحاديث صريحة في وصول ثواب الأعمال للغير.
وإذا كان الإنسان يثاب على إهداء ثواب عمله، من حج أو صدقة لوالديه، ويصل ثوابه إليه، ويثاب هو لكونهما سبب حياته الظاهرة، فالنبي ﷺ أولى وأحرى؛ فإنه سبب حياته الباطنة صلى الله عليه وسلم، وجزاه الله أفضل ما جاز نبيا عن أمته، ورسولا عن قومه.
فإن قلت: قد ذكر في "المواهب اللدنية" قال: وأما إهداء القراءة إلى رسول الله ﷺ فلا يعرف فيه خبر ولا أثر. وقد أنكره جماعة منهم الشيخ برهان الدين ابن الفركاح، لأن الصحابة لم يفعله أحد منهم.
وحكى صاحب "الروح": أن من الفقهاء المتأخرين من استحبه، ومنهم من رآه بدعة، قالوا: والنبي ﷺ غني/ عن ذلك، فإن له أجر كل من عمل خيرا