من أمته، من غير أن ينقص من أجر العامل شيء.
قال الإمام الشافعي- رحمة الله تعالى-: ما من خير يعلمه أحد من أمة النبي ﷺ إلا والنبي صلى الله عليه وسام أصل فيه. انتهى كلامه.
قلت: هذا الكلام مردود، وأما كونه لا يعرف فيه خبر، فيكفي دليل كتاب الله تعالى، وهو/: أمر الله جل شأنه المؤمنين بالصلاة على نبيهم، والأحاديث بالدعاء في طلب الوسيلة له صلى الله عليه وسلم، فيقاس عليها سائر الأعمال، إذ لا فارق.
وأما كون الصحابة لم يفعله أحد منهم فهو محل نزاع، إذ يحتمل أن يكون فعلوه ولم ينقل إلينا، ويكفي ما ورد عنهم في الضحية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقاس عليه غيره.
وأما كونه ﷺ غنيا، فهذا كلام واه، إذا الكامل يقبل الكمال، وكماله بحسب رتبته صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: ﴿إن الله وملئكته يصلون على النبي يأيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما (٥٦)﴾ [الأحزاب: ٥٦] فأمر الله عز وجل المؤمنين بالصلاة على نبيهم، وأن يطلبوا من الله تعالى الرحمة والرفعة والعلو في مقامات الكمال والقرب، وهو ﷺ قد قربه الله تعالى واصطفاه، وقرب ورفع مقامه، وأمر الله تعالى للمؤمنين ليس لحاجة النبي ﷺ إلى ذلك، إنما هو لتعود المنفعة والبركة عليهم، وليزيده الله تعالى من فضله كمالا إلى كماله، فإن الكامل يقبل الزيادة، فإذا كان الله عز وجل قد أمر المؤمنين ليطلبوا له الزيادة، فكذلك إذا أهدوا له ثواب أعمالهم، إنما ذلك لتعود المنفعة والبركة عليهم، وليزيد الله سبحانه وتعالى نبيه من مراتب الكمالات.
وكذلك مما يرد هذا السؤال قوله ﷺ مخاطبا لأمته: "إذا سألتم الله فاسألوه