لي الوسيلة، فإنها درجة لا يبلغها إلا رجل واحد، وأرجو أن أكو هو"، فقد أمر رسول الله ﷺ المؤمنين بطلب الوسيلة له وحثهم على ذلك، وذلك لتزداد رفعته وتكثر مودته في قلوب أمته، فمن أهدى له شيئا من ثواب أعماله، فقد تسبب للمودة والتقرب إلى نبيه صلى الله عليه وسلم.
ومما يرد السؤال أيضا، ما أخرجه البيهقي في " الشعب" من طريق ابن شهاب عن محمد بن يحيى بن حبان: أن رجلا قال: يا رسول الله إني أريد أن أجعل صلاتي كلها لك. قال: "إذا يكفيك الله أمر دنياك وآخرتك". قال: وهو مرسب جيد.
فيحتمل قوله: صلاتي. يعني أهدي لك ثواب صلاتي كلها، أو دعائي.
وعلى كل حال هو دليل على جواز إهداء ثواب الأعمال، إما صريحا أو قياسا.
وقد أخرج الترمذي في الزهد من جامعه- وقال: حسن- عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: كان رسول ﷺ إذا وهب ثلثا الليل قام فقال: "يا أيها الناس اذكروا الله، جاءت الرجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه. جاء الموت بما فيه". قال أبي بن كعب: فقلت: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: "ما شئت". قلت: الربع؟ قال: "ما


الصفحة التالية
Icon