قال ابن شبل: فوصلت إلى بحر مرسية، فوجدت بالساحل اثنتين وعشرين سفينة موسوقة بالطعام، فدخلت في إحداهن وقلت الكلمات وقرأت الآيات، فجرت السفينة بريح طيبة إلى ثلاث ليال، ثم عصف الريح وعظم الموج، فما وصل إلى ساحل الأندلس غير السفينة التي كنت فيها، ولم نر لباقيهن أثرا.
وعن عبد الله بن عمر قال: أمان من الغرق والعطب، لمن يركب البحر أن يقول: بسم الله الملك الرحمن، ﴿وما قدروا الله حق قدره﴾ [الأنعام: ٩١، والحج: ٧٤، والزمر: ٦٧] وقال: ﴿أركبوا فيها بسم الله مجرها ومرسها﴾ الآية [هود: ٤١]، ﴿فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك﴾ الآية [المؤمنون: ٢٨]، ﴿إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا﴾ [فاطر: ٤١] إلى آخره، ﴿إني توكلت على الله ربي وربكم﴾ الآية [هود: ٥٦]، ﴿والله من ورائهم محيط (٢٠)﴾ [البروج: ٢٠].
وفي رواية عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: من قال حين يركب: بسم الله، الملك الله، يا من له السموات السبع خائفة، والأرضون السبع طائعة، والجبال الشامخة خاشعة، والبحار الزاخرة خاضعة، احفظني أنت خير حافظ، وأنت أرحم الراحمين، ﴿وما قدروا الله حق قدره﴾ إلى قوله: ﴿سبحنه وتعلى عما يشركون﴾ [الزمر: ٦٧]، وصلى الله على سيدنا محمد، ﴿وقال أركبوا﴾ [هود: ٤١]، ثم التفت ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- إلى أصحابه وقال: إن غرق قائلها فعلى ديته.
قوله تعالى: ﴿إني توكلت على الله ربي وربكم﴾ إلى قوله: ﴿مستقيم﴾ [هود: