النفس الحرف عند مخرجه بحيث لا يجري، ولا يلزم من الجهر الشدة، ولا من الشدة الجهر لأنه قد يجري النفس مع الحرف، ولا يجري الصوت معه كالكاف والتاء، وقد يجري الصوت ولا يجري النفس كالضاد، ومخرج الفاء والباء متقاربان، فإذا لم توف الباء حقها من الجهر والشدة شابه لفظها لفظ الفاء، وقد يبالغ في المحافظة على شدتها، وتخرج عن حدها، ويقبح لفظها، وإذا وقع بعدها ألف تعين ترقيقها من غير مبالغة تفضي إلى الإمالة، كما يفعله كثير من المغاربة، خصوصا إذا وليها حرف مفخم، نحو: ﴿وبرق﴾ [البقرة: ١٩]، ﴿وبطل﴾ [الأعراف: ١١٨]، فإن وقع بينهما ألف نحو: ﴿وبطل﴾ [الأعراف: ١٣٩]، و ﴿باغ﴾ [البقرة: ١٧٣]، ﴿والأسباط﴾ [البقرة: ١٣٦]، كان التحفظ بترقيقها/ آكد، فإن سكنت وجب ترقيقها وقلقلتها نحو: ﴿ربوة﴾ [المؤمنون: ٥٠]، و ﴿عبرة﴾ [يوسف: ١١١]، ﴿فانصب﴾ [الشرح: ٧] و ﴿الحساب﴾ [البقرة: ٢٠٢] في الوقف، فإن لقيت مثلها نحو: ﴿فاضرب به﴾ [ص: ٤٤] لزم إدغامها فيما يليها، وإن لقيت ميما نحو: ﴿اركب معنا﴾ [هود: ٤٢]، أو فاء نحو: ﴿يغلب فسوف﴾ [النساء: ٧٤] جاز الإدغام [للتقارب و] الإظهار لاختلاف اللفظ، فإن اجتمعا في التحريك نحو: ﴿سببا﴾ [الكهف: ٨٤] تعين بيانهما مع الترقيق، وبالله التوفيق.
وأما الميم فلولا الغنة التي فيها وجريان النفس/ معها لكانت باء، ولما


الصفحة التالية
Icon